• ١٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

نبيّ الله إدريس (ع).. عالم ومعلّم

د. عمرو خالد

نبيّ الله إدريس (ع).. عالم ومعلّم

- ورُزِق بـ«شيث»...!!

قتل قابيل أخاه وهرب وانتشر في ذريته الفساد بعد ذلك، ولا نعرف كيف مات قابيل، إلّا أنّ آدم - بعد موت قابيل - رزق بابن سمّاه: «شيث»، ومعناه: هبة الله، وعلّمه آدم علوم الدنيا وعلوم الآخرة.

نحن نتخيَّل أنّ نبيّاً يعلّم ابنه أُمور الآخرة، لكن يعلّمه علوم الدنيا؟! ما الحكمة من ذلك يا ترى؟ الحكمة ليعلم طالب العلم أن نجاحه جزء من عبادته، وتفوق العامل في عمله جزء من دينه. هكذا يجب أن نفهم الإسلام، فلا نريد المتدين أن يكون فاشلاً في دراسته، ولا يفهم الحياة ولا يجيد الرياضة أو التعامل مع الكمبيوتر.

لقد تعلّم شيث من أبيه علوم الدنيا والآخرة فأجاد الاثنتين فصار نبيّاً بعد أبيه... وتلك كانت مؤهلات النبوّة... فكيف تكون داعياً إلى الله فاشلاً في حياتك؟! وكيف تكونين بالحجاب وفاشلة في بيتك؟! هذا عجز أو خطأ في الفهم. ومكانة المسلم عند الله تكون بإجادة فنون الدنيا وفنون الآخرة. ولا اصطفاء عند الله لمن أجاد أُمور الدنيا فقط، ولا اصطفاء عند الله لمن أجاد أُمور الآخرة فقط، وكلاهما فاشل في الجانب الآخر، وتكامل المسلم بنجاحه في الأمرين معاً.

ولا تعارض بين الأمرين: فالغاية التي خلق الله الإنسان من أجلها: هي عبادة الله وعِمارة الكون والدنيا معبر للآخرة، فكيف نبغي حُسن الثواب والخاتمة ونحن نجهل وسائلها وأسبابها وطريقةُ السعي إليه. فهذا صدق فيه قول الشاعر:

تَبغي النَّجاةَ ولم تسلُكْ طريقتها **** إنّ السفينة لا تجري على اليَبَسِ

- «كتالوج» البشر..!!

صار شيث نبيّاً بعد أبيه آدم، ونزلت عليه كُتُب سماوية. يقول النبيّ (ص): «إنّ الله أنزل مائة وأربعة صُحُف» (فهذا هو إجمالي الصُّحُف السماوية من لَدن آدم إلى سيِّدنا محمّد (ص) 104) ويقول: «أُنزِلَ منها على شيث وحده خمسون صحيفة». ولعلّ هذا يُثير العجب؛ لأنّه عدد كبير (50) صحيفة... فلماذا؟! لأنّ البشرية كانت في بدايتها، فهي محتاجة إلى الشرائع السماوية الكثيرة لتنظّم حياتها، وكلّما انتظمت الحياة قلّ عدد الصُّحُف السماوية.

ولذلك نقول: إنّ البشرية لا تستطيع الحياة بغير شرائع سماوية، فهي التي تقيم حياة الإنسان مع نفسه ومع الكون ومع غيره من غير صِدام أو قلق، مثل الكتالوج الذي يعلّمك كيف تتعامل مع الآلة من غير أن تفسدها. وهذا الكتالوج وضعه صاحب الآلة وصانعها لأنّه أدرى بها. وتلك الشرائع وضعها ربّ الناس؛ لأنّه خالقهم وهو أعلم (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (الملك/ 14).

أرأيتم مدى حاجتنا إلى كتاب ربّنا؟ فلماذا نهجره؟! إنّ حياة الإنسان من غير شريعة لا تساوي حياة الدابة، والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم، فمن يرضى يا شباب أن يكون مثل الدابة!! فاعتزّوا بإسلامكم وافتخروا به ليباهي الله بكم الملائكة (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا) (مريم/ 96).

-  ما معنى إدريس؟

وجاء بعد ذلك إدريس وهو أوّل نبيّ بعد آدم و«شيث» وقيل: إنّ بينه وبين آدم ستة جدود، أي هو الجيل السادس بعد آدم، وقيل: إنّه وُلِد في حياة آدم، ولا دليل على هذا وغيره. وقيل إنّه سُمِّي «إدريس»: لكثرة تدارسه الكُتُب والعلم، فقد نزلت صُحُف على آدم وشيث، ولكثرة اهتمامه بها وبالعلم ودراساته سُمِّي «إدريس».

-  وإنّا له لحافظون:

نتم ذكر الحديث السابق... يقول النبيّ (ص): «أنزل الله مائة وأربعة صُحُف... أنزل منها على آدم (10) صُحُف، وعلى شيث (50) صحيفة، وعلى إدريس (30) صحيفة، وعلى إبراهيم (10) صُحُف، وأنزل الزبور، والتوراة، والإنجيل، والقرآن».

ويأتي سؤال: ما الباقي من الـ(104) حتى الآن؟! القرآن فقط. هل شعرتم يا شباب بقيمته عند الله... الصحيفة الوحيدة الموجودة حتى الآن هي القرآن الكريم، هو الوحيد الذي حفظ من كلّ هذه الصحائف. ومع ذلك نراه في البيوت يشكو إلى الله من التراب والغبار الذي يعلوه لأنّه لم يُفتح منذ رمضان السابق...

لو أمسك كلّ شاب وفتاة ممّن درسوا اللغات والكمبيوتر و... و... هل يستطيع أن يقرأ الشاب أو تقرأ الفتاة سطراً من غير خطأ في التلاوة...؟! يليق بنا هذا ونحن من أُمّة محمّد (ص).

ليت كلّ طالب يستغل الصيف في تعلُّم قراءة القرآن، ليت كلّ مَن يعمل يستغل فراغه في تعلُّم القرآن... ليت كلّ أب وولي أمر يهتم بتعليم أولاده تلاوة القرآن في مسجد أو على يد شيخ أو من عنده دراية بتلاوة القرآن.

ولا يوهمنّكم الشيطان بأنّ هذا صعب وغير متاح فالله يقول: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) (القمر/ 17)، فهل يحفظ الله هذا الكنز ونضيّعه نحن بهجره وعدم تلاوته...؟!

- ثورة لتصحيح الفهم...!!

قيل عن إدريس إنّه أوّل من خَطّ بالقلم... بمعنى: أنّ أوّل مَن كتبَ بالقلم هو نبيّ من أنبياء الله، ولم يكن أحد الفلاسفة أو الأوروبيين. وهذا معناه: أنّ العلم والتفوق عبادة، والبعض يفهم أنّ طريق المسجد يختلف مع طريق العلم وهذا خطأ في الفهم.

إنّ كلمة: «علم» ذكرت في القرآن (80) مرّة، ومشتقاتها مثل: يعلم، ويعلمون. ذكرت مئات المرّات، فتكاد تكون أكثر ما تردد ذكره في القرآن. ليت الشباب الطلاب يعزمون على النجاح والتفوق... فإنّ السنوات تمر ومعدل الرسوب والفشل يزداد كما تظهر بذلك نتائج الامتحانات... والواقع يقول: إنّ الأهل عندما يرون ابنهم قد تديّن خافوا عليه من الفشل... ونحن السبب في هذا التصوّر: لأنّنا لم نفهم الإسلام فهماً صحيحاً.

يا شباب... الإسلام يحتاج إلى أبناء متفوقين... لابدّ من الأخذ بأسباب النجاح؛ لأنّ دينكم يطلب منكم هذا، وليس بالإسلام حاجة إلى فاشلين يكونون عِبئاً عليه.

- أوّل كلمة قيلت لسيدنا آدم: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأسْمَاءَ كُلَّهَا) (البقرة/ 31).

- وأوّل مَن خطَّ بالقلم هو نبيّ الله إدريس.

- وأوّل كلمة قيلت لسيِّدنا محمّد (ص) هي: (اقرأ). ومثل هذا الكلام وراءه معانٍ لابدّ من فهمها لتصحيح الفهم والمسار في الحياة.

- ورد ذكر أُولي الألباب في القرآن (16) مرّة.

- ومشتقات العقل والتفكير (49) مرّة.

- وكلمات مثل: يفكّر، ويفكّرون، ويتفكّرون (18) مرّة. ومَن ينادي بحرّية الفكر أمامه الإسلام، فلن يجد مثل حرّية الفكر والعقل في غيره من المناهج الأرضية.

- ذكرت كلمة «حكمة» (20) مرّة.

- وكلمة «برهان» (8) مرّات.

- عدد الأحاديث التي تحث على العلم في صحيح البخاري فقط (102).

وبعد هذا كلّه نُفاجأ بأنّ أُمّة الإسلام في ذيل الأُمم. فهل هذا يليق بأتباع النبيّ (ص)؟!

وهذه كارثة شارك فيها كلّ مَن هَوّن شأن العلم، وكلّ مَن كان همَّه الغش في الامتحانات، وكلّ مَن أهدر طاقة كانت ستخدم الإسلام والمسلمين. والنبيّ (ص) يقول: «بلّغوا عني ولو آية وكونوا بين الناس وكأنّكم شامة». فالمسلم أحسن طالب، أحسن رياضي، أحسن عالم، أحسن موظف... إلخ.

فهل وعينا الدرس يا شباب؟! أرجو وآمل.

- دليل واضح...!!

من كثرة تعلق النبيّ (ص) بالعلم جعله مقدّماً على الطعام. ففي غزوة بدر أُسر من قريش (70) أسيراً، والمنتظر أخذ الفداء؛ لأنّ الدولة المسلمة في بدايتها وما زالت فقيرة، ولكنّه لم يفعل هذا فجعل فداء الأسير تعليم (10) من أبناء المسلمين القراءة والكتابة!.

فكيف يقول إنسان: إنّ الإسلام عودة إلى الجهل والتخلف، ونبيّ الإسلام يقدّم العلم على البطن؟! فإذا جاءه عشرة من أبناء المسلمين يكتبون أمامه ويجيدون القراءة عفا عن الأسير الذي علّمهم.

وما تأخر المسلمون وتخلّفوا، إلّا بترك تعاليم دينهم، وما تقدّم غيرهم إلّا بعد اقتباسه من تعاليم الإسلام فجدّ بها وكافح، وذهلنا نحن عن كتاب ربّنا فنشأ في الإسلام أجيال من الطلاب تستهين بالدِّين والدنيا. إلّا مَن رَحِم الله. وصاروا أعداداً كثيرة ولكنّها كالأصفار في العلم... ومحال أن يكون مجموعها واحداً.

- قيمة العلم في الإسلام...

ولم يترك النبيّ (ص) الاهتمام بتعليم النساء، فأمر الشفاء بنت عبدالله بأن تعلّم حفصة بنت عمر الكتابة... فمن ظنّ أنّ الإسلام يعارض تعليم المرأة فهو مُخطىء.

وفي القرآن سورة يقسم ربّ العزّة من أوّلها بأداة من أدوات العلم: (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ) (القلم/ 1)... فعندما نعلم أنّ إدريس هو أوّل مَن خطّ بالقلم يُبادر كلّ من عنده مَلَكَة تخدم المسلمين أن يظهرها ويوظفها.

- رسالة ماجستير أو دكتوراه في أمر يفيد المجتمع، هذا من الإسلام.

- تقديم منتج جديد يفيد الناس، هذا من الإسلام.

- مَن يطوِّر مصنعه ويُدْخل فيه الجديد، هذا من الإسلام.

- الطالب الحريص على النجاح والتفوق، هذا من الإسلام.

ألم يجعل الإسلام طلب العلم فريضة؟ ألم يأمرنا ربّنا بأن نطلب الزيادة في العلم؟ ألم يأمرنا النبيّ (ص) بالبحث عن الحكمة في كلّ مكان وأخذها من أي فم؟ افيقوا يا شباب ولا تستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير... فلا رُقي ولا حضارة، ولا تقدّم، إلّا بالإسلام. والإسلام يحث على العلم والتفكُّر واستغلال العقل حتى لا يَضْمُر لعدم تشغيله. والاهتمام بغذاء الجسد والروح وترك العقل نقص وعيب... خاصّة ونحن نستطيع توفير غذاء العقل، وصدق المتنبي:

ولم أرَ في عُيُوب الناس شيئاً **** كنقْصِ القادِرين على التَّمَامِ

- السير الأعرج...

لا تفهموا يا شباب، أنّ شرائع الإسلام تطبق فقط داخل المساجد، كيف يذهب رجال ونساء إلى درس علم في المسجد منتبهين ومنتبهات، ثمّ تجد من بينهم شابين يتدافعان عند الخروج، أو امرأتين تتسابقان على الخروج أوّلاً فتحدث مشاكل، أو تجد صغيرة تجلس على كرسي بجوارها امرأة واقفة.

لماذا هذا الفصل بين: داخل المسجد وخارج المسجد. الدِّين يعني: الأخلاق، والذوق الرفيع، والأدب العالي، واحترام الآخرين، والحجاب الجيِّد، والنجاح والتفوق العلمي والدراسي.

والفصل في الدِّين بين هذه الأشياء لا يصلح ولا يقوم على ساق سليمة ولا ساق عرجاء.

- علم الإحصاء:

وإذا كان إدريس هو أوّل مَن خطَّ بالقلم، فإنّ رسول الله (ص) هو أوّل مَن استخدم علم الإحصاء. فبعد وصول النبيّ (ص) المدينة قال للصحابة: «احصوا لي كلّ مَن يلفظ بلا إله إلّا الله» رواه البخاري. وفي حديث آخر قبل غزوة بدر قال: «احصوا لي كلّ مَن يحمل السلاح من الرجال» يقول الصحابة: فأحصيناهم فإذا هم (1500) رجل.

- تعلّم اللغات...

والنبيّ (ص) هو أوّل مَن اهتم بتعليم اللغات... نادى الرسول (ص) على زيد بن ثابت، وقال له: «يا زيد، اذهب وتعلّم اللغة العبرية، لغة اليهود، ولا تأتني إلّا وقد أجدتها» يقول زيد: فذهبت فمكثت (18) يوماً، ثمّ عدت إلى النبيّ (ص)، فقلت: أجدتها يا رسول الله. فقال: «يا زيد أجدتها؟» قلت: نعم يا رسول الله. قال: «وتكاتبهم بها». يقول زيد: فكاتبتهم بها. انظروا يا شباب... لقد أجادها قراءة وكتابة في (18) يوماً. وبعضنا يظل يتعلم الإنجليزية مثلاً (12) سنة بلا فائدة.

لقد وجد النبيّ (ص) طاقة فوظَّفها لخدمة الإسلام، فمن وجد في نفسه طاقة أو مَلَكة أو شيئاً يحسنه فليستغله لخدمة الإسلام وعليه أن ينميه ويرعاه؛ لأنّه هبة وعطاء ربّاني. وقيمة كلّ امرئ ما يُحسن كما قال سيِّدنا عليّ (ع).

- مكاناً عليّاً:

قيل: إنّ النبي إدريس وُلِد بمصر وإنّه أُرسل إلى المصريين القدماء، ولا دليل على هذا في الكتاب أو السنة. إلّا أنّ هناك أمرين يشيران إلى هذا. الأوّل: أنّ كلّ كُتُب الإسرائيليات تذكر أنّه وُلِد وعاش بمصر. والثاني: أنّ حفريات القدماء المصريين أثبتت وجود نبيّ في أوّل الزمان خرج من مصر وأنّه بُعِث للمصريين ثمّ رُفع إلى السماء. والقرآن يقول عنه: (وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا) (مريم/ 57).

لم يُذكر سيِّدنا إدريس في القرآن إلّا في سورة مريم: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا * وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا) (مريم/ 56-57)، والمكان العليّ: هو السماء الرابعة كما أخبر رجلاً يجلس بها. قال: «مَن هذا يا جبريل؟» قال: «هذا إدريس». فقال إدريس: «مرحباً بالنبيّ الصالح والأخ الصالح». أرأيتم يا شباب طبيعة العلاقة بين الأنبياء؟ كلّها حبّ واحترام وإخاء. ليت هذه المعاني تسود بين رجال الإسلام وبين نساء الإسلام.

- تُرى... في أي الأماكن نحن...؟!

رفع الله النبيّ إدريس مكاناً عليّاً. وهنا نقف مع أنفُسنا قليلاً، يقول النبيّ (ص): «إنّ بين الدرجتين في الجنّة كما بين السماء والأرض، وإنّ أهل الجنّة لينظرون إلى أهل الغرف – أعلى مكان في الجنّة – كما ينظر أحدكم إلى النجم الغابر في السماء». أي النجم الذي تراه العين بصعوبة لشدة بعده وارتفاعه.

ونتساءل: لو تخيَّلنا أنّنا في الجنّة... ترى... أين يكون مقامنا؟! هل في مكان مرتفع أو منخفض أو بين بين. تخيَّل نفسك في الجنّة وأحد أصحابك فوقك... عندها تقول: لولا أنّي تأخرت عن الصلاة في المسجد لكنت معه... لولا أنّي تأخرت عن ارتداء الحجاب لكنت معها في هذه الدرجة.

يقول النبيّ (ص): «ألا هل من مشمر للجنّة؟» أليس فينا يا شباب هذا الطموح؟ ألا نشتاق إلى الفردوس الأعلى مسكن الأنبياء والشهداء، ومنبع أنهار الجنّة، وسقفه عرش الرحمن، ووسط الجنّة وأعلاها... يقول أحدكم: أنا. (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) (المطففين/ 26).

وما زلنا في الدنيا. تستطيعون يا شباب المحافظة على الصلاة في المسجد... تستطعن يا فتيات ارتداء الحجاب... فلا ندري مَن سيكون في أعلى علّيين؟ ومَن تنخفض به درجته؟ ومَن سيُحرم؟ نسأل الله العفو والعافية.

- معلومات مغلوطة...

إذاً أوّل مَن غزا الفضاء هم أنبياء الله وليسوا رواد الفضاء، سيِّدنا إدريس رفعه الله مكاناً عليّاً. وسيِّدنا محمّد (ص) وصل إلى ما لا يصل إليه ملك مقرب أو نبيّ مُرسل.

وكأنّ الله يقول لنا تقدّموا كما تشاؤون، واستخدموا التكنولوجيا الحديثة كما يحلو لكم، ولكن إياكم أن تظنّوا أنّكم ستعجزون ربّكم.

تمسَّكوا بدينكم يا شباب وافهموه فهماً صحيحاً تقودوا به الدنيا، فتنشؤوا جنوداً وقادة في كلّ مجال، ونكون خلافة ممتدة الأرجاء، ونتسلم الراية فهل نتركها تقع وتدوسها الأقدام فنخسر مصدر عزّنا وقوتنا وصدارتنا ونصبح ذَنَبا لغيرنا...؟

لا يليق هذا باتباع محمّد (ص).

 

المصدر: كتاب قراءة جديدة ورؤية في قصص الأنبياء

ارسال التعليق

Top